المشاركات

فلسطين: أرض الرسالات...وقضية الإنسانية

صورة
فلسطين: الأرض والتاريخ والقضية عبر التاريخ فلسطين أرض ضاربة الجذور في عمق التاريخ، تقع في قلب المشرق العربي وتشكل جسرًا بين آسيا وإفريقيا، ومهدًا للديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام. عرفت هذه الأرض منذ أقدم العصور بخصوبتها وموقعها الاستراتيجي الذي جعلها مطمعًا للإمبراطوريات الكبرى، البابلية، الفارسية، الرومانية، والبيزنطية مع دخول الإسلام في القرن السابع الميلادي، أصبحت فلسطين جزءًا من الدولة الإسلامية، وعُرفت مكانتها الدينية بوجود المسجد الأقصى وقبة الصخرة في القدس، لتصبح القدس ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين. بدايات القضية الفلسطينية مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين، نشأت الحركة الصهيونية بدعم من الاستعمار الغربي، وسعت لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. ومع وعد بلفور عام 1917، الذي منحت فيه بريطانيا اليهود "حقًا" في إقامة وطن على أرض فلسطين، بدأت مرحلة جديدة من التهجير القسري، والاستيطان المنظم. في عام 1948 وقعت النكبة، حيث أُعلنت "إسرائيل" على أرض فلسطين، وشُرّد أكثر من 750 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم، فيما دُمّرت مئات ال...

مبنى ماسبيرو.. أيقونة الإعلام المصري

صورة
يُعد مبنى ماسبيرو الواقع على ضفاف النيل بوسط القاهرة واحدًا من أهم وأشهر المعالم الإعلامية والثقافية في مصر والعالم العربي. فمنذ افتتاحه عام 1960، ارتبط اسم ماسبيرو ببدايات البث التليفزيوني المصري، وكان شاهدًا على أحداث ومحطات مفصلية في تاريخ الوطن والمنطقة. رمز للريادة الإعلامية ماسبيرو لم يكن مجرد مبنى ضخم يضم استوديوهات وقاعات بث، بل كان منارة إعلامية أضاءت سماء مصر والوطن العربي لعقود طويلة. منه انطلق أول بث تليفزيوني مصري، ومنه سُجلت اللحظات التاريخية الكبرى: خطابات الزعماء، انتصارات الجيش، وأحداث سياسية وثقافية تركت بصمة عميقة في الذاكرة الجمعية. قيمة معمارية وتاريخية يتميز المبنى بتصميم معماري فريد يعكس الطابع الرسمي للدولة في الستينيات، حيث بُني على مساحة واسعة تضم استوديوهات ضخمة وإدارات متعددة. ورغم مرور أكثر من ستة عقود، ما زال ماسبيرو أحد أكبر مباني الإذاعة والتليفزيون في الشرق الأوسط. ذاكرة وطن وهوية أمة داخل جدران ماسبيرو ترسخت ملامح الهوية المصرية من خلال الدراما والبرامج والأغاني الوطنية، فشكّل وجدان أجيال كاملة. لم يكن مجرد ناقل للأحداث، بل صانع وموثق للوعي،...

العلاقات المصرية -القطرية.... تكامل استراتيجي يعزز الاستقرار والتنمية

صورة
تمثل العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر نموذجًا بارزًا في محيط العلاقات العربية – العربية، حيث اتسمت منذ بدايتها بالعمق والتميز، انطلاقًا من الروابط التاريخية والثقافية والدينية المشتركة، مرورًا بمحطات سياسية واقتصادية مهمة، وصولًا إلى الشراكات الحالية التي تعكس رؤية استراتيجية لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للبلدين وللمنطقة العربية. الجذور والروابط التاريخية منذ استقلال دولة قطر عام 1971، حرص البلدان على إرساء أسس التعاون الثنائي وتبادل التمثيل الدبلوماسي، لتبدأ مرحلة من العلاقات المتنامية التي دعمتها عوامل مشتركة، مثل الانتماء القومي العربي، والروابط الحضارية والإسلامية، والرغبة في العمل المشترك لتحقيق مصالح الشعبين. التعاون السياسي والدبلوماسي شهدت العلاقات المصرية – القطرية تنسيقًا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والأزمات العربية التي تطلبت دائمًا موقفًا موحدًا يعزز الأمن القومي العربي. ومع مرور السنوات، نجح البلدان في تجاوز أي خلافات عابرة، مما يعكس وعيًا سياسيًا بأهمية الحفاظ على قنوات الحوار والتعاون المستمر. البعد الا...

عيد الفلاح...يوم العطاء الذي لا ينضب

صورة
الفلاح المصري.. بطل الأرض وحارس الخير في التاسع من سبتمبر من كل عام، يحتفل الوطن بعيد الفلاح، ذلك اليوم الذي يرمز إلى عصب الحياة في مصر وأساس نهضتها الاقتصادية والاجتماعية. الفلاح هو اليد التي زرعت، وحصدت، وأطعمت، وصنعت حضارة ممتدة منذ آلاف السنين على ضفاف النيل. تاريخ وذكرى عريقة يرتبط عيد الفلاح بقرار الإصلاح الزراعي الذي أصدره الرئيس /جمال عبد الناصر عام 1952، ليعيد الحقوق إلى أصحابها ويمنح الفلاح المصري مكانته العادلة بعد سنوات طويلة من المعاناة. ومنذ ذلك اليوم أصبح التاسع من سبتمبر يومًا لتكريم الفلاح وتقدير دوره الوطني. دور الفلاح في نهضة الوطن الفلاح هو رمز العطاء بلا حدود، لا يعرف الكلل ولا الملل. بفضل جهده نأكل خبزنا ونشرب لبننا ونجد قوت يومنا. هو من يزرع الأمل في الأرض، ويحميها بعرقه وصبره. وفي كل الأزمات، يبقى الفلاح صامدًا في أرضه، يحافظ على استقرار المجتمع ويضمن الأمن الغذائي للوطن. الجمهورية الجديدة والفلاح المصري في ظل قيادة فخامة الرئيس/ عبدالفتاح السيسي، حظي الفلاح المصري باهتمام غير مسبوق، إذ أدركت الدولة أن الفلاح هو شريك أساسي في بناء الجمهورية الجديدة...

نمو وتطور التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتأثيرهما على العالم

صورة
أهمية نمو وتطور التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتأثيرهما على العالم يشهد العالم في السنوات الأخيرة ثورة حقيقية في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت هذه التقنيات المحرك الأساسي لتغيير شكل الاقتصاد والمجتمع، وأحد أهم العوامل التي تحدد قدرة الدول والمؤسسات على المنافسة والبقاء في المستقبل. 1. التحول الرقمي كقاعدة أساسية للتطور التحول الرقمي لم يعد مجرد خيار، بل أصبح ضرورة للبقاء في عالم سريع التغير. المؤسسات التي تعتمد على الأنظمة التقليدية تواجه صعوبة في مواكبة متطلبات السوق. بينما التحول الرقمي يتيح: تسهيل المعاملات والخدمات بشكل أسرع وأكثر كفاءة. زيادة الشفافية وتحسين إدارة البيانات. تعزيز تجربة العملاء ورفع مستوى الجودة. دعم الابتكار وخلق فرص اقتصادية جديدة. 2. الذكاء الاصطناعي كقوة مؤثرة في جميع المجالات الذكاء الاصطناعي (AI) هو العقل الذي يقود هذه الثورة الرقمية. بفضل قدرته على تحليل كم هائل من البيانات واتخاذ قرارات دقيقة، أصبح جزءاً أساسياً في حياتنا اليومية. أهم تطبيقاته تشمل: الطب: التشخيص المبكر للأمراض وتحليل صور الأشعة بدقة أكبر من الأطباء أحياناً....

مصر تستعد لاستضافة اجتماع مجموعة العشرين G20: خطوة تاريخية تعزز الدور الإقليمي والدولي

صورة
في سبتمبر 2025، تستعد مصر لاستضافة أول اجتماع رسمي لمجموعة العشرين (G20)، وهو حدث يُعد سابقة تاريخية منذ تأسيس المجموعة عام 1999، حيث ستكون هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة غير عضو اجتماعًا رسميًا ضمن أجندتها. وسيكون محور الاجتماع المرتقب هو قضية الأمن الغذائي العالمي، أحد أكثر الملفات إلحاحًا وأهمية في المرحلة الراهنة. أهمية استضافة مصر لاجتماع مجموعة العشرين اختيار مصر لاستضافة هذا الحدث يعكس المكانة المتنامية التي أصبحت تحتلها في الساحة الدولية، ودورها المتصاعد في صياغة السياسات الاقتصادية والتنموية العالمية. فقضية الأمن الغذائي لا تقتصر على كونها مسألة اقتصادية، بل تمس الاستقرار الإنساني والاجتماعي بشكل مباشر، خصوصًا في ظل ما يشهده العالم من أزمات متتالية تشمل التغير المناخي، تقلبات الأسواق، والأزمات الجيوسياسية. ومن هنا فإن استضافة مصر لهذا الاجتماع تمثل اعترافًا دوليًا بقدرتها على قيادة حوار دولي شامل حول هذه القضية المحورية. أجندة الاجتماع وأبعاده الاستراتيجية من المنتظر أن يركز الاجتماع على عدة محاور رئيسية، تشمل تعزيز الزراعة المستدامة، تطوير البنية التحتية ا...

السلام في الشرق الأوسط: ضرورة استراتيجية لحماية الأمن القومي الإقليمي

صورة
تُعَد منطقة الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم حساسية واستراتيجية، حيث تتشابك فيها المصالح السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية. غير أنّ هذه الأهمية جعلتها ساحةً لصراعات متكررة ونزاعات ممتدة تؤثر بشكل مباشر على استقرارها وأمنها القومي. ومن هنا، يصبح السلام ليس خيارًا ترفيهيًا أو شعارًا مثاليًا، بل ضرورة وجودية لحماية شعوب المنطقة وضمان مستقبل آمن ومستقر للأجيال القادمة. أهمية السلام في الشرق الأوسط حماية الأمن القومي الإقليمي: غياب السلام يعني استمرار النزاعات التي تستنزف موارد الدول وتضعف قدراتها الدفاعية والاقتصادية. تحقيق الاستقرار يعزز قدرة الدول على مواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. دعم التنمية الاقتصادية: لا يمكن تحقيق نمو اقتصادي مستدام في ظل الحروب والصراعات. السلام يفتح المجال أمام الاستثمار والتجارة البينية، ويعزز التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة. الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية: الصراعات الطائفية والمذهبية تهدد النسيج الاجتماعي في الشرق الأوسط. السلام يضمن التعايش المشترك ويصون التنوع الثقافي كقوة إيجابية بدلاً من أن يكو...