التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فرص الحفاظ علي البيئة



                                                                                              في خضم استجابتنا العالمية لـفيروس كوفيد 19، يحتاج العالم إلى تحول اقتصادي، يعزز كل من الرفاهية المستدامة للأفراد وكذلك البيئة جنبًا إلى جنب. لقد وصلنا إلى نقطة تحول. إن التحديات التي نواجهها الآن، معا، تعد تحديات هائلة. ولكن في مواجهة المحن الحالية، والتوقف القريب لاقتصادنا العالمي، لدينا فرصة جماعية للانضمام معاً من أجل مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة. ستحدد القرارات التي يختارها صانعو السياسات والشركات والأفراد الآن ما إذا كنا سنزدهر ونعجل بعالم أكثر استدامة أم لا.
ومنذ عام 2013، عززت الشراكة من أجل اقتصاد أخضر التحول الاقتصادي الأخضر الشامل للجميع في 20 دولة شريكة. وتجمع الشراكة من أجل اقتصاد أخضر الجهد المشترك بين خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة وهي، برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة العمل الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث لتوفير دعم متكامل وشامل بشأن بالقضاء على الفقر وزيادة فرص العمل والإنصاف الاجتماعي وتعزيز سبل العيش والرقابة البيئية والحفاظ على النمو وضمان التماسك وتجنب ازدواجية الجهود. وطوال هذه السنوات السبع، طورت الشراكة من أجل اقتصاد أخضر نطاق معرفتها، مدركة أنه على الرغم من اختلاف الظروف، إلا أن هناك العديد من المسارات للوصول إلى نفس الهدف العالمي.
في حين أن جائحة كوفيد-19 لا تزال تتطور بسرعة، فإن العالم يواجه بالفعل تأثيرات انتشرت أبعد بكثير من صحتنا الفردية ورفاهيتنا. وسيكون هناك شعور لبعض الوقت بالصدمة للاقتصاد العالمي ولحياة العمال والأسر في جميع أنحاء العالم. هذه لحظة غير مؤكدة في تاريخنا الجماعي - ومع ذلك، فإن هذه الأحداث غير المتوقعة تتيح لنا جميعاً فرصة - للاستجابة والمساعدة في منع الصدمات المستقبلية والاستعداد لها بطرق جديدة تتجاوز الوضع الراهن.
ومن خلال الجمع بين الخبرة المتخصصة لوكالاتها الخمس التابعة للأمم المتحدة، شرعت الشراكة من أجل اقتصاد أخضر بالفعل في الرحلة لمساعدة البلدان على الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر الشامل والاقتصادات التي تخلق النمو والوظائف والازدهار للجميع مع تقليل الضغوط على موارد هذا الكوكب.
عندما يكون هذا الانتقال غير مخطط له، تصبح المخاطر والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية أكثر وضوحاً كل يوم. وستضطر البلدان والمجتمعات إلى مواجهة مجموعة من التحديات غير المسبوقة خلال الأشهر القليلة القادمة. وخلال هذه الفترة العصيبة، سيكون دور مناهج الاقتصاد الأخضر الشامل للمساعدة في استعادة الاستقرار والمرونة أكبر. ما زلنا ثابتين في خضرنة المستقبل معاً ومواجهة ما سيأتي مع التزام أقوى بالتنمية المستدامة والشاملة، مع العلم أن تبني التحول الاقتصادي الأخضر معاً سيؤدي إلى المستقبل الذي نصبو إليه.
في الكتاب الإلكتروني ريتشارد بالدوين وبياتريس ويدر دي ماورو الأخي، المعنون الاقتصاد في زمن كوفيد 19، يسلط المؤلفون الضوء على أهمية استجابات الحكومات في الحد من الآثار السلبية للفيروس. ويقول فيدر دي ماورو، "سيعتمد حجم الضرر الاقتصادي واستمراره على كيفية تعامل الحكومات مع هذا اللقاء الوثيق المفاجئ مع الطبيعة والخوف". إن تعاوننا الآن أمر حاسم في الخطوة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقا، مستقبل لا يترك أحد خلف الركب.                    

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المشروعات القومية للطاقة الخضراء

من أبرز المشروعات الخضراء في مصر، فيما يتعلق بالطاقة النظيفة، مجمع بنبان للطاقة الشمسية بأسوان بتكلفة استثمارية تصل إلى ملياري دولار، في حين تبلغ القدرة الإنتاجية للمجمع نحو 1465 ميغاواط. كما تنفذ الحكومة مشروعًا لتوليد الكهرباء عن طريق الضخ والتخزين في منطقة بجبل عتاقة بالسويس باستثمارات 2.7 مليار دولار، وقدرة إنتاجية تبلغ 2400 ميغاواط. ومن المشروعات الخضراء في مصر أيضًا، محطة الرياح في جبل الزيت على طول ساحل البحر الأحمر بطاقة إنتاجية 580 ميغاواط، وباستثمارات تقارب 489.3 مليون دولار. وتنفذ الحكومة محطة طاقة رياح أخرى في السويس بتكلفة استثمارية 175.3 مليون دولار، وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 250 ميغاواط. الوقود الأخضر والنقل النظيف: تسعى الحكومة المصرية إلى تنفيذ مشروعات لإنتاج الوقود الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. ونجحت في توقيع 16 مذكرة تفاهم لإنتاج الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر، مع تحويل 9 مذكرات منها حتى الآن إلى عقود فعلية. وفي إطار العمل على خفض انبعاثات قطاع النقل، تنفذ الدولة مشروعات خضراء تساعد على تقليل انبعاثات القطاع. ومن بين المشروعات ال...

القوة الناعمة المصرية و تعزيز استراتيجية القوة الذكية

    القوة الناعمة : القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجذب والإقناع وفي الوقت الحالي، اكتسب مفهوم القوة الناعمة زخمًا كبيرًا إذ  يستخدم على نطاق واسع في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية من قِبَل المحللين والسياسيين، والدبلوماسيين و واضعي الاستراتيجيات طويلة المدى ومتخصصي علم الاجتماع السياسي. وفي ضوء ذلك، يمكن تعريف القوة الناعمة بأنها: عكس القوة الصلبة أو الخشنة ، بمعنى القدرة على الإقناع والتأثير في بعض الأطراف حتى تتم الاستجابة لرغبات الطرف الدولة التي تمارس القوة الناعمة. ويمكن في هذا الصدد الاستفادة من أدوات عديدة؛ منها: الثقافة، والفنون والرياضة، فضلًا عن الدبلوماسية، والمساعدات الخارجية. ويضطلع بهذه الأدوات كلٌ من مؤسسات الدولة، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، إلى جانب إمكانية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا في هذا الشأن. ا ستخدم الرئيس المصري جمال عبد الناصر القوة الناعمة المصرية ببراعة شديدة خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وذلك من خلال توظيف أدوات السينماوالفن،بما أضاف للقوة الناعمة المصرية مكانة كبيرة تكاد تماثل الأهمية الاستراتيجية لحجم ...

ثورة 30 يونيو ملحمة إنقاذ وطن

ثورة 30 يونيو نسجها الشعب المصري لتكون عنوانا للروح التي تعانق الحياة من جديد وأروع ما في ثورة ٣٠ يونيو أنها خلقت مناخا وطنيا وروحا إنسانية يتسم بسلوك رائع لا يدركه إلا من عاصره فقد كانت ثورة شعبية بجميع المفاهيم السياسية صنعها الشعب المصري وكانت ردا قاسيا علي تهديد وترهيب الجماعات الإرهابية وأعوانهم بالخارج بالقتل والدمار والتفجيرات ولكن الشعب المصري قال كلمته دون خوف لينتهي عهد حكم الجماعات الإرهابية في مصر إلى الأبد ولن يذكرها التاريخ إلا عندما يذكر القتل والإرهاب والتفجيرات. وتأتى الذكري الحادية عشرة لثورة يونيو لتذكرنا بأن الطريق الذي بدأناه في ذلك التاريخ يجب أن يستمر ولا يتوقف حتي يتم بناء مصر الحديثة وبناء الجمهورية الجديدة ومواصلة المسيرة وتحقيقها وكل ما حلمنا به وتطلعنا إليه ثورة 30 يونيو ثورة بناء مصر الحديثة والحفاظ علي الأمن القومي للوطن ودائمًا ما يكون البناء أصعب من الهدم. تحتفل مصر اليوم بالذكرى الحادية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو المجيدة التي نطقت بالقول الفصل بين الوطنية المصرية الخالدة وبين محاولات هدمها أو خطفها لصالح قوى غير وطنية، اليوم الذي قال فيه ال...