التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العلاقات المصرية اليونانية القبرصية

عُقدت اليوم القمة الثلاثية العاشرة بين مصر واليونان وقبرص في القاهرة، حيث تم توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات تطوير الموانئ، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاستثمار. أكد فخامة الرئيس/عبد الفتاح السيسي -على أهمية تطوير مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة والربط الكهربائي ونقل الغاز الطبيعي، لتعزيز التكامل الإقليمي في قطاع الطاقة والمساهمة في ضمان أمن الطاقة العالمي. فيما يتعلق بالقضية الفلسطينيةتناولت القمة الأوضاع الإنسانية في غزة حيث ، تم التأكيد في هذا الصدد، على أنه لا سبيل لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، إلا بوقف شامل لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فوري، ووقف أية ممارسات تؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين، أو بحرق الأرض وخلق الظروف التي تدفع الفلسطينيين للمغادرة. لقد تم التأكيد خلال القمة، على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقا للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام، وبالتالي تحقيق التنمية الاقتصادية، والتعاون الشامل المنشود بين شعوب المنطقة. وأن المنطقة، لا تتحمل المزيد من المغامرات، التي قد تهز استقرارها وتعصف بدولها، وتؤثر سلبا على مقدرات شعوبها. والتأكيد علي احكام العقل، والأخذ بالاختيارات السليمة، وتجنب المزيد من الحروب والدمار والكراهية. كما ناقشت القمة الأوضاع في سوريا وليبيا، حيث تم التأكيد على أهمية تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة، والحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة الدول. أعرب الرئيس/السيسي عن شكره لقبرص واليونان على دعمهما وتفهمهما للأوضاع في مصر خلال السنوات الماضية، مؤكدًا حرص مصر على استمرار التعاون لضمان مستقبل مزدهر للعلاقات بين الدول الثلاث. وفي الحديث عن العلاقات المصرية اليونانية القبرصية في ظل الجمهورية الجديدة والشراكة الاستراتيجية نحو مستقبل مشترك تعد العلاقات بين مصر، اليونان، وقبرص واحدة من أبرز نماذج التعاون الإقليمي في منطقة شرق البحر المتوسط ومع انطلاق رؤية الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس/عبد الفتاح السيسي، شهدت هذه العلاقات نقلة نوعية على كافة الأصعدة، حيث تحولت من علاقات ثنائية إلى شراكة استراتيجية تخدم المصالح المشتركة وتعزز الاستقرار الإقليمي. ترتكز الجمهورية الجديدة على أسس التنمية المستدامة، التحديث الشامل للبنية التحتية، وتعزيز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا في هذا السياق، لعبت العلاقات مع اليونان وقبرص دورًا محوريًا في تحقيق هذه الرؤية، نظرًا لأهمية الموقع الجغرافي المشترك والتحديات التي تواجه الدول الثلاث في منطقة مضطربة سياسيًا واقتصاديًا. ومن أبرز محاور العلاقات المصرية اليونانية القبرصية التعاون في مجال الطاقة يُعد اكتشاف حقول الغاز في شرق المتوسط نقطة تحول استراتيجية، حيث وقعت الدول الثلاث اتفاقيات لترسيم الحدود البحرية وتعزيز استغلال الموارد الطبيعية في هذا السياق، لعبت مصر دورًا محوريًا من خلال إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، الذي يهدف إلى تنسيق السياسات بين الدول الأعضاء وضمان تحقيق التنمية الاقتصادية. تتعاون الدول الثلاث بشكل وثيق في مواجهة التحديات الأمنية، مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية تُعد التدريبات العسكرية المشتركة، مثل مناورات ميدوزا، دليلًا على التزام الدول الثلاث بتعزيز القدرات الدفاعية وضمان أمن شرق المتوسط. على الصعيد الاقتصادي، تمثل العلاقات التجارية والاستثمارات المشتركة ركيزة أساسية للتعاون. تعمل الدول الثلاث على تعزيز التبادل التجاري وتنفيذ مشاريع بنية تحتية مشتركة، مثل الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا عبر قبرص واليونان. لا تقتصر العلاقات على الجوانب الاقتصادية والسياسية فقط، بل تمتد إلى تعزيز الروابط الثقافية. تُعد الجاليات اليونانية والقبرصية في مصر شاهدًا حيًا على عمق الروابط التاريخية، حيث يساهم التعاون الثقافي والتعليمي في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب. مستقبل العلاقات في ظل الجمهورية الجديدة مع استمرار تنفيذ رؤية الجمهورية الجديدة، من المتوقع أن تتعمق العلاقات بين مصر، اليونان، وقبرص. يشمل ذلك توسيع مجالات التعاون لتشمل التكنولوجيا، الابتكار، والتنمية المستدامة. كما ستستمر هذه الشراكة في لعب دور محوري في تحقيق الاستقرار والتنمية في شرق المتوسط. تمثل العلاقات المصرية اليونانية القبرصية نموذجًا للتعاون الإقليمي القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. في ظل الجمهورية الجديدة، تستمر هذه العلاقات في التطور لتكون حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة شرق المتوسط، مما يعكس رؤية مصر الطموحة ودورها الريادي في المنطقة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المشروعات القومية للطاقة الخضراء

من أبرز المشروعات الخضراء في مصر، فيما يتعلق بالطاقة النظيفة، مجمع بنبان للطاقة الشمسية بأسوان بتكلفة استثمارية تصل إلى ملياري دولار، في حين تبلغ القدرة الإنتاجية للمجمع نحو 1465 ميغاواط. كما تنفذ الحكومة مشروعًا لتوليد الكهرباء عن طريق الضخ والتخزين في منطقة بجبل عتاقة بالسويس باستثمارات 2.7 مليار دولار، وقدرة إنتاجية تبلغ 2400 ميغاواط. ومن المشروعات الخضراء في مصر أيضًا، محطة الرياح في جبل الزيت على طول ساحل البحر الأحمر بطاقة إنتاجية 580 ميغاواط، وباستثمارات تقارب 489.3 مليون دولار. وتنفذ الحكومة محطة طاقة رياح أخرى في السويس بتكلفة استثمارية 175.3 مليون دولار، وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 250 ميغاواط. الوقود الأخضر والنقل النظيف: تسعى الحكومة المصرية إلى تنفيذ مشروعات لإنتاج الوقود الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. ونجحت في توقيع 16 مذكرة تفاهم لإنتاج الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر، مع تحويل 9 مذكرات منها حتى الآن إلى عقود فعلية. وفي إطار العمل على خفض انبعاثات قطاع النقل، تنفذ الدولة مشروعات خضراء تساعد على تقليل انبعاثات القطاع. ومن بين المشروعات ال...

القوة الناعمة المصرية و تعزيز استراتيجية القوة الذكية

    القوة الناعمة : القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجذب والإقناع وفي الوقت الحالي، اكتسب مفهوم القوة الناعمة زخمًا كبيرًا إذ  يستخدم على نطاق واسع في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية من قِبَل المحللين والسياسيين، والدبلوماسيين و واضعي الاستراتيجيات طويلة المدى ومتخصصي علم الاجتماع السياسي. وفي ضوء ذلك، يمكن تعريف القوة الناعمة بأنها: عكس القوة الصلبة أو الخشنة ، بمعنى القدرة على الإقناع والتأثير في بعض الأطراف حتى تتم الاستجابة لرغبات الطرف الدولة التي تمارس القوة الناعمة. ويمكن في هذا الصدد الاستفادة من أدوات عديدة؛ منها: الثقافة، والفنون والرياضة، فضلًا عن الدبلوماسية، والمساعدات الخارجية. ويضطلع بهذه الأدوات كلٌ من مؤسسات الدولة، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، إلى جانب إمكانية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا في هذا الشأن. ا ستخدم الرئيس المصري جمال عبد الناصر القوة الناعمة المصرية ببراعة شديدة خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وذلك من خلال توظيف أدوات السينماوالفن،بما أضاف للقوة الناعمة المصرية مكانة كبيرة تكاد تماثل الأهمية الاستراتيجية لحجم ...

ثورة 30 يونيو ملحمة إنقاذ وطن

ثورة 30 يونيو نسجها الشعب المصري لتكون عنوانا للروح التي تعانق الحياة من جديد وأروع ما في ثورة ٣٠ يونيو أنها خلقت مناخا وطنيا وروحا إنسانية يتسم بسلوك رائع لا يدركه إلا من عاصره فقد كانت ثورة شعبية بجميع المفاهيم السياسية صنعها الشعب المصري وكانت ردا قاسيا علي تهديد وترهيب الجماعات الإرهابية وأعوانهم بالخارج بالقتل والدمار والتفجيرات ولكن الشعب المصري قال كلمته دون خوف لينتهي عهد حكم الجماعات الإرهابية في مصر إلى الأبد ولن يذكرها التاريخ إلا عندما يذكر القتل والإرهاب والتفجيرات. وتأتى الذكري الحادية عشرة لثورة يونيو لتذكرنا بأن الطريق الذي بدأناه في ذلك التاريخ يجب أن يستمر ولا يتوقف حتي يتم بناء مصر الحديثة وبناء الجمهورية الجديدة ومواصلة المسيرة وتحقيقها وكل ما حلمنا به وتطلعنا إليه ثورة 30 يونيو ثورة بناء مصر الحديثة والحفاظ علي الأمن القومي للوطن ودائمًا ما يكون البناء أصعب من الهدم. تحتفل مصر اليوم بالذكرى الحادية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو المجيدة التي نطقت بالقول الفصل بين الوطنية المصرية الخالدة وبين محاولات هدمها أو خطفها لصالح قوى غير وطنية، اليوم الذي قال فيه ال...