خمسون عاماً علي رحيل كوكب الشرق
خمسون عامًا على رحيل أم كلثوم: أيقونة الطرب التي لا تغيب
في مثل هذا اليوم قبل خمسين عامًا، في 3 فبراير 1975، غادرت دنيانا كوكب الشرق، السيدة أم كلثوم، لكنها لم تفارق قلوب الملايين من عشاق الفن الأصيل. نصف قرن مضى على رحيلها، ولا تزال أغانيها تملأ الأجواء، وصوتها يتردد في كل بيت عربي، شاهداً على إرث موسيقي خالد لا يتكرر.
رحلة المجد من طماي الزهايرة إلى قمة الغناء العربي
وُلدت فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، التي عُرفت لاحقًا باسم أم كلثوم، في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية عام 1898 . نشأت في أسرة بسيطة، وبرزت موهبتها الغنائية منذ الصغر عندما كانت تغني التواشيح الدينية مع والدها في المناسبات. سرعان ما لفتت الأنظار بصوتها العذب، فانتقلت إلى القاهرة، حيث بدأت رحلتها نحو المجد.
التعاون مع عمالقة الفن
شكلت أم كلثوم ثنائيات فنية خالدة مع كبار الملحنين والشعراء، مثل رياض السنباطي، ومحمد عبد الوهاب، وبيرم التونسي، وأحمد رامي، الذين أسهموا في تشكيل هويتها الفنية. ومن خلال أغانٍ مثل "الأطلال"، "إنت عمري"، "سيرة الحب"، "الحب كده"، و"أنا في انتظارك"، استطاعت أن تحفر اسمها في سجل الخلود.
أم كلثوم والوجدان العربي
لم تكن أم كلثوم مجرد مطربة، بل كانت ظاهرة ثقافية شكلت وجدان العرب لعقود. تميزت أغانيها بطولها الذي يسمح للجمهور بالانغماس في تجربة موسيقية لا مثيل لها، وبأداء درامي يعكس أعمق المشاعر.
دورها الوطني والاجتماعي
لم يقتصر تأثيرها على الغناء، بل امتد إلى العمل الوطني، حيث قدمت العديد من الحفلات لدعم المجهود الحربي بعد نكسة 1967، وخصصت إيراداتها لدعم الجيش المصري. كانت صوتًا للوطنية والتحدي، ورسالة فنية تعكس روح الأمة.
إرث لا يندثر
رغم رحيلها، لا يزال فنها حاضرًا بقوة. تُعاد إذاعة أغانيها يوميًا، وتستمر أعمالها في إلهام الأجيال الجديدة من الفنانين. كما أن التكنولوجيا الحديثة، من الحفلات الهولوجرامية إلى المنصات الرقمية، ساهمت في إحياء تراثها وإيصاله إلى الشباب.
خمسون عامًا مرت، لكن أم كلثوم لم ترحل حقًا. ستبقى كوكب الشرق، رمز الطرب الأصيل، وأيقونة فنية لا تعرف الغياب.

تعليقات
إرسال تعليق
أترك رسالتك