النقل في الجمهورية الجديدة: قفزة نوعية نحو المستقبل

شهدت مصر في السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في تطوير البنية التحتية لقطاع النقل والمواصلات، خاصة في القاهرة الكبرى والجيزة، ضمن مشروع "الجمهورية الجديدة" الذي يهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتقليل التكدس المروري، ودعم النقل الأخضر المستدام. أولاً: النقل قبل الجمهورية الجديدة على مدار عقود طويلة، عانت القاهرة الكبرى من: ازدحام مروري خانق بسبب تكدس السيارات الخاصة. اعتماد شبه كامل على الميكروباصات وأتوبيسات النقل العام المتهالكة. غياب البدائل الحديثة للنقل الجماعي. ضعف البنية التحتية الخاصة بالطرق والمواقف. قلة الاعتماد على وسائل نقل صديقة للبيئة. كانت النتيجة وقتاً مهدراً على الطرق، وتلوثاً بيئياً، وضعفاً في حركة التجارة والتنقل. ثانياً: إنجازات الجمهورية الجديدة في النقل 1- مترو الأنفاق وتوسع خطوطه أصبح المترو عصب النقل الجماعي في القاهرة الكبرى. تم مد الخط الثالث ليخدم مناطق جديدة مثل العتبة، إمبابة، عدلي منصور . يجري العمل على الخط الرابع ليربط 6 أكتوبر والهرم بمدينة نصر. استخدام قطارات حديثة مكيفة تضاهي المعايير العالمية. 2- القطار الكهربائي الخفيف (LRT) يربط العاصمة الإدارية الجديدة بشرق القاهرة والعبور والشروق. وسيلة نقل خضراء تعمل بالكهرباء. يخفف الضغط عن القاهرة ويربط المدن الجديدة بشبكة قوية. 3- المونوريل مشروع حيوي لربط القاهرة الجديدة بالعاصمة الإدارية شرقاً، و6 أكتوبر بالجيزة غرباً. يعتمد على التكنولوجيا الحديثة في النقل المعلق، ويُعد نقلة حضارية. 4- الأتوبيس الترددي السريع (BRT) يُنفذ على الطريق الدائري ليكون بديلاً حضارياً عن الميكروباص. حارات مخصصة تمنع التكدس. مزود بمحطات حديثة ومكيفات ووسائل دفع إلكتروني. 5- أتوبيسات الغاز والكهرباء إدخال أتوبيسات حديثة صديقة للبيئة تعمل بالغاز الطبيعي أو الكهرباء. دعم النقل الأخضر لتقليل الانبعاثات الضارة. 6- تطوير النقل العام الداخلي إحلال وتجديد أسطول النقل العام بأتوبيسات مكيفة وذكية. إدخال منظومة الدفع الإلكتروني عبر كروت وشبكات حديثة. 7- مشروعات الطرق والمحاور الجديدة شق محاور مرورية مثل: محور روض الفرج، محور 26 يوليو الجديد، ومحور جيهان السادات. إنشاء كباري علوية لتسهيل الانتقال بين الجيزة والقاهرة الجديدة وشرق القاهرة. هذه المحاور قللت وقت الرحلة وسهلت الانتقال بين المحافظات. ثالثاً: النقل الأخضر والمستدام التركيز على الطاقة النظيفة في جميع وسائل النقل الجديدة. الاعتماد على الغاز الطبيعي والكهرباء بدلاً من السولار. إدخال ثقافة النقل الجماعي الذكي والتطبيقات الرقمية لحجز التذاكر. ما يحدث اليوم في الجمهورية الجديدة هو تحول جذري في مفهوم النقل والمواصلات. لم يعد المواطن يعتمد فقط على وسيلة واحدة مزدحمة ومتهالكة، بل أصبح أمامه شبكة متنوعة من المترو، والمونوريل، والقطار الكهربائي، والأتوبيس الترددي، والطرق الذكية، وكلها تدعم النقل الأخضر وتواكب رؤية مصر 2030 نحو تنمية حضارية مستدامة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العلاقات المصرية الفرنسية:شراكة ممتدة عبر الزمن

من الجذور إلى العولمة: رحلة العادات والتقاليد في المجتمع المصري

مصر تتألق في قلب موسكو:حضور الرئيس السيسي يُجسد الشراكة الإستراتيجية مع روسيا